قال أبو حيان التوحيدي:
" سمعت أبا سليمان يقول: قال أفلاطن: إن الحق لم يصبه الناس في كل وجوهه، ولا أخطأوه من كل وجوهه، بل أصاب منه كل إنسان جهة. قال: ومثال ذلك، عميان انطلقوا إلى فيل، فأخذ كل واحد منهم جارحة منه، فجسها بيده، ومثلها في نفسه، ثم انكفأوا. فأخبر الذي مس الرجل: أن خلقة الفيل طويلة، مدورة، شبيهة بأصل الشجرة والنخلة. وأخبر الذي مس الظهر: أن خلقته شبيهة بالهضبة والرابية المرتفعة. وأخبر الذي مس مشفره: أنه شيء لين، لا عظم فيه. وأخبر الذي مس أذنيه: أنه منبسط، رقيق، يطويه، وينشره. فكل واحد منهم قد أدى بعض ما أدرك، وكل يكذب صاحبه، ويدعي عليه الخطأ والغلط والجحد فيما يصفه من خلق الفيل. فانظر إلى الصدق كيف جمعهم، وانظر إلى الخطأ كيف دخل عليهم حتى فرقهم".
ـــــــــــــــــــــ
* أبو حيان التوحيدي، المقابسة الرابعة والستون، ص220، ط الثانية 1989، دار الآداب- بيروت. تحقيق وتقديم: محمد توفيق حسن.
*
" سمعت أبا سليمان يقول: قال أفلاطن: إن الحق لم يصبه الناس في كل وجوهه، ولا أخطأوه من كل وجوهه، بل أصاب منه كل إنسان جهة. قال: ومثال ذلك، عميان انطلقوا إلى فيل، فأخذ كل واحد منهم جارحة منه، فجسها بيده، ومثلها في نفسه، ثم انكفأوا. فأخبر الذي مس الرجل: أن خلقة الفيل طويلة، مدورة، شبيهة بأصل الشجرة والنخلة. وأخبر الذي مس الظهر: أن خلقته شبيهة بالهضبة والرابية المرتفعة. وأخبر الذي مس مشفره: أنه شيء لين، لا عظم فيه. وأخبر الذي مس أذنيه: أنه منبسط، رقيق، يطويه، وينشره. فكل واحد منهم قد أدى بعض ما أدرك، وكل يكذب صاحبه، ويدعي عليه الخطأ والغلط والجحد فيما يصفه من خلق الفيل. فانظر إلى الصدق كيف جمعهم، وانظر إلى الخطأ كيف دخل عليهم حتى فرقهم".
ـــــــــــــــــــــ
* أبو حيان التوحيدي، المقابسة الرابعة والستون، ص220، ط الثانية 1989، دار الآداب- بيروت. تحقيق وتقديم: محمد توفيق حسن.
*