www.addoha.ibda3.org

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

www.addoha.ibda3.org

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى.

www.addoha.ibda3.org

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى التربية والتعليم . الثانوية التأهيلية الضحى


    الشخص. III- الشخص بين الضرورة و الحرية.

    hibaoui
    hibaoui


    عدد المساهمات : 55
    نقاط : 152
    تاريخ التسجيل : 24/11/2010
    العمر : 54
    الموقع : marrakech

    الشخص.     III-	الشخص بين الضرورة و الحرية. Empty الشخص. III- الشخص بين الضرورة و الحرية.

    مُساهمة من طرف hibaoui الثلاثاء أكتوبر 25, 2011 3:24 pm

    III- الشخص بين الضرورة و الحرية.
    أن يكون الشخص حرا يعني أن يكون قادرا على القيام بأفعاله بإرادته، دون منع أو إكراه. و أن يعبر عن أفكاره دون خوف. و أن يكون قادرا على الاختيار بين الفعل و عدمه. غير أن الشخص، و في علاقته بالجماعة و بالآخرين، يتعرض وجوده لنوع من الاستلاب،ه أو التشييء. بسبب الضرورات التي يفرضها المجتمع على أفراده. حيث يبدو الفرد سجين منظومة من القيم و العلاقات التي تحد من آفاقه و تطلعاته الفردية.
    إشكال المحور: هل الشخص ذات حرة فيما يصدر عنها من أفعال أم أن هناك حتميات تشرط حريته؟ أليس هناك مكان للحرية في حياة الشخص؟ أم أن حريته في حدود ما يختاره؟

    1)أطروحة العلوم الإنسانية (الخضوع التام، انتفاء الحرية).
    تنظر العلوم الإنسانية إلى الذات باعتبارها "شخصية" تقوم على بنية "سيكوفيزيولوجية" و كائن "سوسيو-ثقافي" و بذلك لا يمكنه الانفلات من قوانين الفيزيولوجيا و المحددات النفسية و الإشراطات السوسيو-ثقافية. إن تجاهل هذه الإكراهات هو ما يجعل الإنسان يعتقد بأنه يمتلك إرادة و حرية.
    ينظر بعض السوسيولوجيين إلى الشخصية الفردية على أنها انعكاس للشخصية الأساسية أو الوظيفية لجماعة الانتماء. و هي بذلك سوسيولوجيا عبر قنوات التنشئة الاجتماعية.
    و في نفس السياق ، و من منظور سيكولوجي، تذهب المدرسة السلوكية إلى اعتبار الشخصية بمثابة حصيلة لمجموعة من الاستجابات، ترسخت كردود أفعال على مثيرات خارجية، تعمل على كبح أو تشجيع بنيات نفسية معينة. و كذلك تعتبر مدرسة التحليل النفسي الشخصية خاضعة لإكراهات لاشعورية، تتشكل في مرحلة الطفولة –على الخصوص- و بذلك يقلص فرويد من فعالية الذات/الأنا (التي كانت واعية و حرة في التراث الفلسفي) و تعتبرها خاضعة لعمليات نفسية لاشعورية تحد من حرية الشخص الإنساني.
    إذن ف "الأنا" خاضع (ليس حرا) لدوافع "الهو" الجنسية و العدوانية.

    2)أطروحة الفلسفة الماهوية (الحتمية، الحرية المشروطة).
    تنظر هذه الفلسفة إلى الشخص بكونه خاضع لعدة حتميات، لا مناص منها، تشرط وجوده. و عدم تمييزها بوضوح، و عدم وعيه بها، هو ما يوهمه بأنه حر.
    في هذا السياق نجد اسبينوزا يؤكد في كتابه "الأخلاق" أنه لا وجود لجوهر آخر غير الله في الطبيعة. و ما عداه هو صفة للجوهر الأوحد (الله). أي أن الله هو "الطبيعة الطابعة" بمعنى الخالقة، من حيث هو مصدر الصفات و الأحوال. و هو "الطبيعة المطبوعة" أي المخلوقة من حيث هو هذه الصفات نفسها. و هذا هو مذهب الحلول الذي قال به اسبينوزا. أي أن العلة و المعلول من نوع واحد، و أن الكل واحد و ضروري. و قد تجاوز بذلك ثنائية الله و العالم (ديكارت) و ثنائية النفس و الجسد.و على هذا الأساس فالكل يصدر عن طبيعة الله بمقتضى ضرورة لا مفر منها. أي أن كل الأحداث تخضع لحتميات دقيقة. و من جهة أخرى فالله لا يخضع لأي حتمية، فهو الكائن الأكثر كمالا و قوة. لذلك فالاختيار الحر بالنسبة للإنسان مجرد وهم ناتج عن تصور و وعي بالفعل الإرادي و جهل بالأسباب التي تحتم علينا أفعالنا. كما يظن الطفل الخائف أنه حر في الهروب. لذلك فلا وجود ن حسب اسبينوزا لحرية إنسانية خارج الحتمية الطبيعية. حيث أنها لا تطرح بمعنى الاستعباد. و على العكس، فالاستعباد ليس إلا جهلا بالحتمية الطبيعية، و الخضوع لحتميات خارجية. إذ لا تعارض بين الحتمية و الحرية عند اسبينوزا. و الحرية ليست سلبا أو نفيا للحتمية الطبيعية. فلا حرية إنسانية خارج ما هو طبيعة إنسانية.
    و يرى الفيلسوف ذو النزعة الشخصانية، إيمانويل مونيي، أن الشخص يستطيع أن يمتلك حريته و ينعتق من الضرورات البيولوجية و الحتميات الطبيعية. إلا أن حريته تبقى مشروطة بوضعه الواقعي، و لا تتحدد إلا عندما يتجه الإنسان نحو التحرر في إطار التشخصن. أي الخروج بالذات من عزلتها و انفتاحها على جماعة إنسانية، تقوم بحماية ميولات الأشخاص. و من ثم ، فإن معرفة الشخص لذاته تتأسس على إدراك الشخص لميولاته، كوسيلة لتحقيق حريته. و يؤكد مونيي على من مهام المجتمع مساعدة الأشخاص للتعرف على ميولاتهم بكامل حريتهم الروحية. و كذلك توفير الوسائل المادية الضرورية لتنمية هذه الميولات. بحيث أن الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يقرر مصيره في حدود ما يوفره مجتمعه من اختيارات.

    3)أطروحة الفلسفة الوجودية (الحرية المطلقة).
    ضدا على مواقف الحتمية و الخضوع التام، نجد المواقف الإرادوية تؤكد على أهمية الوعي و الحرية في الوجود الإنساني. و في هذا السياق تعلن الفلسفة الوجودية عن ميلاد إنسان جديد. حيث أن جون بول سارتر يعتبر الخضوع للأدوار السوسيو_ثقافية رهنا لحريتنا و تنازلا عن الشخص فينا. في حين أن الإنسان مشروع حر و مفتوح على إمكانات لا نهائية. و يقصد بذلك أنه يتعالى على شروط وجوده بشكل مستمر، و دائم التجاوز لوضعيته بواسطة الأفعال التي يقوم بها. إنه يقذف بنفسه نحو ما ليس هنا_الآن، أي نحو المستقبل، لأنه لا يريد أن يكون وجوده نهائيا ثابتا. لذا فهو إمكانية مستقبلية دائمة البحث عن علاقات جديدة في ظل واقع جديد أفضل، لأنه لا يقبل الخضوع.و هذا هو دليل حريته. إن تصور جون بول سارتر يندرج ضمن موقف الفلسفة الوجودية. و هي فلسفة معاصرة أخلاقية بالدرجة الأولى، ترى أنه لا توجد ماهية ثابتة للطبيعة البشرية يشترك فيها الناس جميعا. بل كل شخص يخلق ماهيته الخاصة أو شخصيته عن طريق اختياراته و اهتماماته و أفعاله. "فالوجود سابق عن الماهية" أي أن الإنسان يوجد أولا، و يلاقي ذاته في الوجود و هو لاشيء، و يتحدد فيما بعد انطلاقا من أفعاله و اختياراته. فالحرية اختيار و مسؤولية أمام الذات و العالم. أي أن الإنسان مسؤول عن وجوده و عن اختياراته و عن ذاته. إن اختيار الإنسان لذاته هو اختيار للآخرين، و هو اختيار خير دائما.إن ماهية الإنسان _إن وجدت_ هي حريته. و الحرية عند سارتر ذاتية نابعة من شعور الفرد و مطلقة، يقول في هدا الصدد "إن الإنسان محكوم عليه بأن يكون حرا، و لا يمكنه أن يرفض هذه الحرية، لأنها حرية مطلقة"
    إن تصور سارتر تعبير أصيل عن التصورات الفلسفية التي تعلي من شأن ذات الشخص، و تجعل منه كائنا متحررا من كل ضرورة. سواء كانت طبيعية أو ثقافية، وراثية أم مكتسبة... و تميزه كوجود ذاتي، ذي وعي و إرادة و حرية و قدرة على الاختيار و تحمل المسؤولية.
    4) استخلاص.
    انطلاقا من المواقف الفلسفية و العلمية التي ناقشت الحرية الإنسانية، ما بين الخضوع التام و الحرية المطلقة أو الحتمية المشروطة، يتضح أن الإشكالية مستمرة و تطرح أكثر من مفارقة و إحراج. حيث أنه من العسير التوفيق بين الحرية و الضرورة، كمفهومين متقابلين. و لكن إذا تناولناهما كمفهومين متكاملين، تغدو الضرورة مواكبة للحرية و شرطها المسبق.
    و في هذا السياق تؤاخذ الماركسية على وجودية سارتر كونها تجعل من الحرية قدرة ذاتية تملي الاختيار، بدلا من دمجها في الصيرورة التاريخية. لتجعل قدرة و فعالية لبلوغ الهدف. فالناس يجعلون أنفسهم أحرارا في السعي إلى غايات أرادوها، فبقدر ما يكتسب الناس معرفة بقوانين الطبيعة و المجتمع، بقدر ما يستخدمونها لتحقيق حريتهم. و منه فالحرية ليست هي الانفلات من الضرورة و نفيها، بل فهمها و اتخاذ القرار و الاختيار في ضوء الفهم الواقعي لما يفعلونه. فالفرد لا يحقق حريته حسب ماركس إلا في المجتمع، و وسيلته إليها (الحرية) المعرفة و الفعل (الشغل) المتعالي على عمليات التشييء و الاستلاب. و لتحقيق وجوده كشخص عاقل و مريد و مسؤول عن أفعاله، و منفتح على الغير، و مشارك في تحقيق الأهداف الإنسانية المشتركة.

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت مايو 18, 2024 9:40 pm