شهادة القاص محمد أملو
(حول "قبض الريح" لعبد اللطيف النيلة)
تعرفت على معظم قصص "قبض الريح" منذ مراحل تشكلها الأولى. كنت أشهد أحيانا انبثاق فكرتها وأعرف صياغاتها الأولى وأكابد مع صاحبها أحيانا صعوبات ومآزق الكتابة وأتعلم من الحلول التي يبدعها. نفترق وأواصل التفكير في القصص كما لو كانت من إبداعي الخاص وأقدم له في اليوم الموالي اقتراحات ونتجادل بحدة أحيانا. ما أستطيع تأكيده من خلال مواكبتي لعمله هو أنه لم يختر أبدا الحلول السهلة؛ لم يتستر خلف شكلانية جوفاء أو لغة هذيانية خالية من الدلالة. اختار أن يكون عميقا وصادقا وناقلا لتجارب إنسانية حقيقية. حفر في ذاكرته الشخصية، ومزج بشكل مبدع بين الواقع والحلم والرمز، واستعمل تقنية العناوين الفرعية لاستدعاء أشكال كتابية (الكتاب، الجريدة، الرسالة...) تغني النص بزوايا نظر متعددة وتعطيه الكثافة المطلوبة. ومن أجمل ما يميز كتابة عبد اللطيف النيلة، لغته الناضجة التي تزاوج بين الدقة والرشاقة، وهي معادلة بالغة الصعوبة.